ما هو النفط وأهم عناصر تركيبته وتحليل مراحل استخراجه

يعتبر النفط أو كما يطلق عليه الذهب الأسود أو البترول مادة سائلة لزجة ذات كثافة تتراوح درجات لونها ما بين الأسود إلى أسود مائل للاخضرار، وهو عبارة عن مادةً قابلة للاشتعال. يتمّ استخلاصها من الطبقات العليا من القشرة الأرضية بطرقٍ خاصّة بذلك، وتختلف أنواع النفط باختلاف أمكنة العثور عليه واستخراجه مما ينعكس بشكل كبير على تركيبته ومظهره.

وقد عرفت كلمة نفط لدى العرب قديماً ، حيث استخدمت للدلالة على مشتقّات الخام اللزجة ومنها مادة القطران أو القار أو الزفت، فقد ورد عن لسان العرب أَن النفط هو الكحيل أو زيت الجبل ، كما يرجح اللغويين أن أصل الكلمة  جائت من اللغة الأكّادية نبتو أو من اللغة الآرامية نفتا ومنها انتقلت إلى الإغريقية حيث اشتقّت  في الأخير كلمة نفثا للدلالة على مصطلح النفط بشكل عام.

وقد عرف معنى كلمة نفثا قد تغير مع تغير الزمان ، إذ يدل في الوقت الحالي إلى مزيج الخام المكون من القطفات النفطية والذي يتم الحصول عليه بعد القيام بتقطير أوّلي.ولكن اجمالا فان لمصطلح نفط عدة معاني ودلالات لا يسعنا الوقت لذكرها والتعمق فيها لكن سنخوض في شرح مكونات هذا الذهب الأسود وتحليل مراحل تكونه حتى استخراجه.

أبرز العناصر التي تدخل في تركيبة النفط

تتكون تركيبة النفط من العديد من المواد التي تكون بمجملها مزيجا من الهيدروكربونات المعقدة، كما تدخل في تركيبتها أيضاً الألكانات الكيميائية والتي تعتبر غالية للغاية، وقد أظهرت إحصائيّات الطاقة العالمية أن النفط يعد من أهم مصادر الطاقة الأولية وأثمنها، وتصنف أمريكا على رأس قائمة أكبر الدول المستهلكة للنفط حول العالم ، إذ تحرق ما يقارب ثمانين مليون برميل بشكل يومي في مختلف المجالات.

ويعد مزيج الهيدروكربونات المادّة الرئيسية في تكوين النفط، وهذا الخليط عبارةً عن مركّبات من الهيدروجين والكربون معاً، بالإضافة إلى عدة عناصر كيميائية: كالأوكسجين والكبريت والنيتروجين وغيرها، وتُشكّل المكوّنات الفلزيّة فيه ما تقدر نسبته واحد بالمائة فقط من مادة الخام ككلّ، كما تشكل الألكانات الكيميائيّة الثمينة عنصرا هاما في تكوينه وعددها أربعة وهي: ميثان CH4, إيثان C2H6, بروبان C3H8, بوتان C4H10.

ترجع  أصول النفط إلى أنّها بقايا كائنات حيّة تعرضّت للضغط والحرارة العاليتين لمدّة زمنية تَجاوزت ملايين السنين، وتبدأ هذه الكائنات الحية بالتحلّل تحت تأثير العوامل الثلاثة السابقة، و للإشارة فإن كلا من البترول والغاز الطبيعي يتمّ إنتاجهما بنفس الطريقة، حيث ان  الغاز يتواجد إلى جانب مادة الزيت الخام.

• إقرأ أيضا:
• إحتياطي النفط وحقيقة معدلاته لدى بعض الدول
• مالذي يمنحه لنا برميل البترول ومامواصفاته ومراحل تكريره

ويتشكل الخام من مجموع وقود أحفوري عبر عملية تحوّل بطيئة للمواد العضوية، حيث دامت عصوراً وحقبات طويلة، تشكلت من بقايا الأحياء البحرية القديمة.

عبر ملايين من السنين كانت تعيش مجموعة من الطحالب والنباتات في أعماق البحار الضحلة، وبعد تعرضها للموت وهبوطها الى قعر البحر أدى ذلك إلى امتزاج المواد العضوية مع الرسوبيات الأخرى المطمورة معها، حيث تعرضت هذه الرسوبيات الى ضغط مرتفع بفعل الحرارة العالية، ما نتج عنه تحول بقايا تلك الأحياء إلى وقود أحفوري، والذي يتشكل من البترول والغاز الطبيعي في حالة توفر شروط مماثلة.

وفي الوقت الراهن فإن الخام يتواجد على شكل احتياطيات كبيرة تحت الأرض التي كانت عبارة عن بحار قديمة موجودة منذ حقب زمنية سحيقة، حيث يمكن العثور على ذلك المزيج النفطي تحت البر أو في قعر المحيطات.

ويتم إستخراج مادة الخام عن طريق استعمال آلات حفر ضخمة مخصصة لذلك، ويكون لون النفط الخام أسودا أو بنيًا داكنا، ولكن قد يكون لونه مصفرًا قليلً في بعض الأحيان أو محمرًّا أو برونزيًا أو حتى مخضرًّا.

وهذا التنوع في اللون يدل عادة على التركيبات الكيميائية التي تشكل مخزونات الخام المتنوعة. فالنفط الذي يحتوي على القليل من المعادن أو الكبريت عادة ما يميل لونه الى لون فاتح او يكون صافيا في بعض الأحيان.

• قد يهمك:

تحليل أهم المراحل التي يتم فيها استخراج النفط

يتم تعريف النفط كيميائياً على أنه مزيج مركب من  الهيدروكربونات، والذي يختلف في مظهره ولونه وتركيبه بشكل كبير حسب مكان استخراجه وكذلك المعادن التي تدخل في تركيبته، ويصنف هذا الأخير ضمن الخامات الطبيعية، وفي حالة استخراجه من تحت سطح الأرض يصنف ضمن مواد الخام. والذي يخضع لاحقاً إلى عملية تكرير للحصول على أنواع مختلفة من منتجات البترول.

و تجرى عليه تقنياً عملية تقطير بالتجزئة ينتج عنها فصله إلى مزيج من عدة مجموعات والتي تمتزج فيما بينها على شكل تدرجات في نقطة الغليان في برج التقطير، وتعرف تلك المجموعات عادة بمصطلح قَطَفَات ويتم تصنيف الخام ضمن أنواع الوقود الأحفوري، وذلك بسبب تشكّله تحت أعمق طبقات الأرض ومن عدة كميات كبيرة من الكائنات المترسبة وهي الأحافير والتي علقت تحت الصخور الرسوبية ثمّ تحلّلت بغياب الأكسجين وارتفاع الضغط ودرجة الحرارة في أعماق سطح الأرض.

 ويستخرج النفط من مكامنه في باطن الأرض، والتي تدعى بآبار النفط، وتتم تلك العملية عن طريق حفر القشرة الأرضية وذلك بعد إجراء عملية مسح جيولوجي لاختبار مسامية ونفاذية الخزان الجيولوجي.

ومن هنا نستخلص أن النفط الخام يعد من بين المواد الطبيعية التي يتم استخراجها من تكوينات جيولوجية في باطن الأرض، والتي تكونت من خلال عمليات تحول للمواد العضوية بطريقة بطيئة، والتي استمرت لفترات زمنية طويلة.

وعموما فإن النفط كعنصر حيوي وطاقي يجعله من أهم مواد الخام الطبيعية التي تساعد على رفع مستوى الاقتصاد العالمي. وكذا تنمية الاقتصاد الوطني لكل بلد على حدى. كما يعتبر النفط مصدراً نظيفاً للطاقة. وبالتالي يكتسب أهميّة كبيرة تتجلى في سهولة النقل والتخزين حيث يتم استخدامه في العديد من الاستعمالات كالنقل والمواصلات وكذلك في الصناعات البتروكيماوية، بالإضافة إلى الاستعمالات المختلفة والضرورية في الحياة اليومية لكل فرد.